خطبة الجمعة : الأسباب العشرة في استمطار الرحمة ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 4 يونيو 2021م : الأسباب العشرة في استمطار الرحمة ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 23 شوال 1442هـ – الموافق 4 يونيو 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 يونيو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : الأسباب العشرة في استمطار الرحمة.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 يونيو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : الأسباب العشرة في استمطار الرحمة بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 4 يونيو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : الأسباب العشرة في استمطار الرحمة ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الأسباب العشرة في استمطار الرحمة : كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة “الأسباب العشرة في استمطار الرحمة”
الحمد لله رب العالمين يا رب لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه.. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه القائل: “الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ”(أبوداود). اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فيقول تعالي: “هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلَآٰئِكَتُهُۥ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا”(الأحزاب/43).
عباد الله حديثنا إليكم اليوم عن “الأسباب التي تجلب الرحمة” فالله تعالي هو أرحم الراحمين وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها، فبرحمته خلقنا وبرحمته عافانا واطعمنا وسقانا وكسانا وأوانا وبرحمته هدانا للإسلام والإيمان والعمل الصالح. وبرحمته علمنا مالم نكن نعلم، وبرحمته دفع عنا الشر وبرحمته يدخل عباده المؤمنين الذين أمنوا وعملوا الصالحات جنته وبرحمته ينجيهم من النار فالأمور كلها برحمة الله ونحن جميعا فقراء إلي رحمته يقول صلي الله عليه وسلم: “لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ”، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: “لا، وَلا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ”(البخاري ومسلم ). فما أحوجنا إلي رحمة الرحمن الرحيم.. وهناك أسباب كثيرة تستجلب رحمته سبحانه وتعالي لو تمسكنا بها لنلنا رحمته.. ومنها:”
أولاً: “الصبر على البلايا والأمراض والمصائب قال تعالي: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون”(البقرة:155- 157).
وهذا هو نبي الله أيوبُ عليهِ السلامُ ابتلاهُ ربُّه بِذَهابِ المالِ والوَلَدِ والعافِيَةِ، فصبر أيوب علي كل ذلك ثُمَّ ماذا؟ كانت رحمة الله عزوجل هي المكافأة قالَ اللهُ تعالىَ: “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ”(الأنبياء: 83، 84). ومن المؤكد شرعاً أن البلاء إذا اجتمع على العبد مع صبره ولزومه الطاعة ويقينه بوعد الله كان ذلك علامة ظاهرة على محبة الله لذلك العبد واختياره واستعماله في طاعته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ”(الترمذي وحسنه).
ثانياً: “الإيمان: إن رحمة الله لا تحصل إلا لمن آمن، الإيمان الحقيقي بجميع أركانه الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره وقال تعالي: “فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ”( الجاثية/30).
ثالثاً:” التقوي والإحسان في كل شيء و”الإحسانُ أن تعبدَ اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يَراك”(صحيح).والإحسان في العبادة والطاعة يجلب الرحمة: “إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ”(الأعراف/56).أى إن رحمته تعالى وإنعامه على عباده قريب من المتقنين لأعمالهم، المخلصين فيها، لأن الجزاء من جنس العمل، فمن أحسن عبادته نال عليها الثواب الجزيل، ومن أحسن في أمور دنياه كان أهلا للنجاح في مسعاه، ومن أحسن في دعائه كان جديرًا بالقبول والإِجابة قال تعالي: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”﴿ يس/45﴾.وقال تعالي: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ”(النحل/128).
رابعاً: “وكما أن من أهم أسباب الرحمة التقوي والإحسان كذلك إقام الصلاة و إيتاء الزكاة لمستحقيها والإيمان بآيات الله واتباع الرسول وطاعته في كل ما جاء به. قال تعالي: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ..”(الأعراف 156-157).
وقال تعالي: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”(النور/56). ولعل من الله نافذة المفعول محققة المأمول.. فالله تعالى يقول آمراً عباده المؤمنين بإقام الصلاة، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، وإيتاء الزكاة، وهي: الإحسان إلى المخلوقين ضعفائهم وفقرائهم، وأن يكونوا في ذلك مطيعين للرسول، صلوات الله وسلامه عليه، أي: سالكين وراءه فيما به أمرهم، وتاركين ما عنه زجرهم، لعل الله يرحمهم بذلك. ولا شك أن من فعل ذلك أن الله سيرحمهم، كما قال تعالى في آية أخرى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”(التوبة /71).
خامساً: “ومن أسباب الرحمة دعاء الله بحصولها باسمه الرحمن الرحيم أو غيره من أسمائه الحسني كأن تقول:” يا رحمن ارحمني اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي وترحمني إنك أنت الغفور الرحيم” وكأن تقول:” رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”(آل عمران/8).وتقول : “رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”(الكهف/10)”وكأن يقول :”وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ”(المؤمنون/118) .وينبغي علي الإنسان ان يتضرع بالدعاء إلي الله والاستعانة به، والإكثار من دعائه، وعدم اليأس من رحمته، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ونخص هنا دعاء المكروب الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “دعوات المكروب: اللَّهُمَّ رحمتَك أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عَينٍ وأصلِحْ لي شأني كُلَّه، لا إلهَ إلَّا أنت.(أحمد وأبو داود).
سادساً: “ومن أسباب نزول الرحمة اتباع القرآن الكريم والعمل به وسماعه قال تعالي: “وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”(الأنعام/155). فالقرآن رحمة من عند الله بأحكامه وأوامره ونواهيه. قال تعالي: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا”(الإسراء/82). وكذا سماع القرآن والانصات له رحمة قال تعالي:” وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”(الأعراف/204).وهذا من أعظم الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها سامع القرآن وهي تدل علي تعظيم شعائر الله.
سابعاً: “ومن أسباب جلب الرحمة الصلح بين الناس قال تعالي: “فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”(الحجرات/10﴾. واتقوا الله” أي: في جميع أموركم “لعلكم ترحمون”، وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه. فلا صلاح لأحوالنا واقتصادنا إلا بالأخوة والتصالح.. “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جميعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “
الخطبة الثانية: “الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد فيا عباد الله لا زلنا نواصل الحديث حول أسباب رحمة الرحمن..
ثامناً:” ومن أسباب الرحمة الاستغفار وطلب المغفرة من الله:” قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”(النمل/46)
تاسعاً: “ومن أسباب رحمة الله بعبده، رحمة مخلوقاته جميعاً يقول صلي الله عليه وسلم” الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ”(أبوداود).فمن كان بعيداً عن الرحمة بالخلق غشوماً قاسياً فلا ينبغي أن يطمع في رحمة الله لذلك لما: “قبَّل النَّبِيُّ الْحسنَ بنَ عَليٍّ رضي اللَّه عنهما، وَعِنْدَهُ الأَقْرعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشرةً مِنَ الْولَدِ مَا قَبَّلتُ مِنْهُمْ أَحدًا، فنَظَر إِلَيْهِ صلي الله عليه وسلم فقَالَ” مَن لا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ”(متفقٌ عَلَيهِ)وفي رواية: “أوَ أَمْلِكُ لكَ أنْ نَزَعَ اللَّهُ مِن قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ”(البخاري).
وكذلك وعد مَن ذَهَبَ لزيارَةِ مَريضٍ، “خاضَ الرَّحمَةَ”، أي: يَدخُلُ في رَحمَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ من أوَّلِ ما يَخرُجُ من بَيتِه بنِيَّةِ العبادَةِ، “فإذا جَلَسَ عندَه استَقْنَعَ فيها” يقول صلي الله عليه وسلم: “من عاد مريضًا لم يزلْ يخوضُ في الرحمةِ حتى يجلسَ فإذا جلس اغتمس فيها”(البخاري).
عاشراً: “ومن أسباب جلب الرحمة: “الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله: قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”(البقرة/218).فهؤلاء المؤمنون رجوا رحمة الله بعد أن علموا موجبات الرحمة وهي الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله، والهجرة تشمل الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وترك ما نهى الله عنه ورسوله، كما قال صلي الله عليه وسلم :”المسلمُ من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدهِ، والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه “(متفق عليه) .والجهاد يشمل جهاد النفس في طاعة الله، كما يشمل جهاد الشيطان بمخالفته والعزم على عصيانه وجهاد الكفار. اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فانت علينا قادر والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير عباد الله: أقول قولي هذا وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف